آخر الأخبارسياحة واستثمار

معبد أبو سمبل.. أسطورة فرعونية على ضفاف النيل

بوابة السهم الإخبارية – على ضفاف بحيرة ناصر في جنوب مصر، يقف معبد أبو سمبل شامخًا. يجذب السياح من كل أنحاء العالم. حيث تشعر بعظمة التاريخ وبروعة المعمار. كل زاوية فيه تحكي قصة، وكل حجر يحكي مجد الفراعنة.

 

أسباب بناء المعبد

بنى الملك رمسيس الثاني المعبد لتخليد انتصاراته العسكرية، خصوصًا معركة قادش ضد الحيثيين. بالإضافة لذلك، أراد أن يثبت عظمة مصر وقوتها أمام جيرانها. وصمّم المعبد لتكريم الآلهة والحفاظ على رضاهم. بهذه الطريقة دمج بين السياسة والدين، وبين القوة والفن.

 

التماثيل الضخمة والقوة المهيبة

أمام المعبد، أربع تماثيل ضخمة لرمسيس الثاني تزين الواجهة. طول كل تمثال حوالي 20 مترًا. ملامح الملك دقيقة، وعيناه تتجهان نحو الشمس. عند الاقتراب، تشعر بالقوة والعظمة. ثم، تتجول بين الجدران، فتلاحظ النقوش التي تصور الانتصارات والاحتفالات الدينية.

 

طريقة البناء ومدة إنجازه

بدأ بناء المعبد منذ حوالي عام 1264 قبل الميلاد واستمر لمدة عشرين عامًا. حفر العمال الصخور الصلبة مباشرة في الجبل، خطوة خطوة. استخدموا أدوات حجرية ونحاسية، وأقاموا الدعامات بعناية فائقة. مع كل خطوة، راقب المهندسون الزوايا والقياسات بدقة. وبهذا الجهد البشري الهائل، ظهر المعبد كما نراه اليوم شامخًا.

 

الحجرات ووصفها

يحتوي المعبد على عدة حجرات مترابطة. أولها الصالة الكبرى، حيث تتوسطها أعمدة ضخمة، محفور عليها نقوش تظهر المعارك والاحتفالات. بعدها، غرف صغيرة تستخدم للطقوس الدينية وحفظ التماثيل. أعمق نقطة في المعبد هي قدس الأقداس، حيث توجد تماثيل الآلهة ورمسيس الثاني. الحجرات مزينة بالنقوش الملونة والرموز التي تحكي أساطير المصريين القدماء بدقة رائعة.

 

 

أسرار المعبد

يحمل المعبد أسرارًا غريبة. أحدها ظاهرة تعامد الشمس التي تحدث مرتين في السنة، حيث تضيء أشعة الشمس وجه رمسيس الثاني داخل قدس الأقداس بينما يظل الإله بتاح في الظل. بالإضافة لذلك، يلاحظ الخبراء أن تصميم المعبد دقيق جدًا لدرجة أن التماثيل والجدران تحافظ على نسبها حتى بعد نقله بالكامل بسبب بناء السد العالي. كل حجر فيه يختزن حسابات هندسية وفلكية دقيقة.

 

 

رحلة لا تُنسى

 

الوصول إلى المعبد مغامرة بحد ذاته. يمكنك ركوب القارب عبر مياه بحيرة ناصر. أو السفر بالطريق البري وسط الصحراء. خلال الرحلة، تستمتع بالمشاهد الخلابة للنيل والصحراء. وكل خطوة تقربك أكثر من سر المعبد وجماله.

اليونسكو وحماية معبد أبو سمبل

 

اليونسكو لعبت دورًا بارزًا في الحفاظ على معبد أبو سمبل. وعندما بدأت خطة بناء السد العالي في ستينيات القرن العشرين،

كانت المياه ستغمر المعبد بالكامل. فور ذلك، تدخلت اليونسكو بسرعة. نظمت حملة دولية لنقل المعبد حجرًا حجرًا إلى مكان أعلى على ضفاف بحيرة ناصر. واستخدم الفريق الخبراء والمهندسين لتفكيك المعبد بدقة،

ثم إعادة تجميعه على نفس الشكل الأصلي.

 

وبفضل هذه الجهود، لم تفقد التماثيل والنقوش أي تفاصيل. ووفرت اليونسكو الدعم الفني والمالي لضمان استمرار صيانة المعبد. حتى اليوم، يستمر دورها في مراقبة حالة المعابد التاريخية في مصر.

و تشجع اليونسكو السياحة المسؤولة، لتظل هذه المواقع مفتوحة للأجيال القادمة دون أي ضرر.

المعجزة التي تبقى خالدة

معبد أبو سمبل يربط الماضي بالحاضر. يذكرك بعظمة المصريين القدماء. كل تفصيل فيه يثير الإعجاب، وكل زيارة تمنحك شعورًا بالمجد والفخر. بالفعل، هو أحد أبرز المواقع التى يجب على كل زائر لمصر اكتشافها.

 

قد يعجبك أيضاً

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى