آخر الأخبارزى اليوم دهعاجل

زى اليوم ده ..من العرش إلى المنفى…يوم انطفأ المجد وغادر فاروق

بوابة السهم – زي اليوم ده
في صباح 23 يوليو 1952، لم تكن القاهرة تعلم أن الليل سيحمل رياح تغيير عاصفة.
في تلك الساعات، نفّذ الضباط الأحرار حركتهم بقيادة محمد نجيب وجمال عبد الناصر،
وسرعان ما نجحوا في السيطرة على مفاصل الدولة، بهدوء، ولكن بحسم.
في المقابل، لم يقاوم الملك فاروق، بل على العكس، فضّل أن يتنحى حفاظًا على دماء المصريين.

 

وفي مساء 26 يوليو، وقّع الملك فاروق وثيقة التنازل عن العرش لصالح نجله الأمير أحمد فؤاد الثاني. بعد ذلك مباشرة، غادر قصر رأس التين متجهًا إلى ميناء الإسكندرية. في تلك اللحظة، كانت “المحروسة”، اليخت الملكي، ترسو هناك، تنتظر في صمت آخر ملوك مصر

 

الوداع الرسمي المدافع تودّع التاج

 

عند غروب شمس 26 يوليو 1952، اصطفّت فرقة الحرس الملكي في ميناء الإسكندرية. وبعدها أُطلقت 21 طلقة مدفعية، وعزفت الموسيقى العسكرية السلام الملكي المصري.

 

وصعد فاروق إلى ظهر المحروسة مرتديًا بدلته العسكرية الكاملة،  و محاطًا بعدد من ضباط الجيش. حمل معه أولاده الثلاثة: فوزية، وفادية، وأحمد فؤاد الطفل.

 

لم يُهِن الضباط الملك الراحل، بل ودّعوه باحترام. ألقى اللواء محمد نجيب التحية الأخيرة بنفسه، وكتب لاحقًا أنه “أراد أن يكون ختام العهد الملكي محترمًا يليق بتاريخ طويل”.

 

 

 

 

على ظهر المحروسة: نظرة الوداع الأخيرة

تحرك اليخت ببطء من الميناء. وقف فاروق في صمت، يرمق شاطئ بلاده ليودّعها للأبد. فلم تلوّح له الجماهير. و لم يهتف أحد. كان الوداع رسميًا، لا شعبيًا.

 

في إيطاليا الملك بلا عرش

وصل فاروق إلى ميناء نابولي، حيث استقبله موظفون من القصر الملكي الإيطالي، ومنحه الملك فيكتور إيمانويل إقامة كريمة.ليعيش في روما متنقلا بين الفنادق حتي استقر اخيرا في شقة صغيرة بحي غروفيتو.

 

 

مع مرور الوقت، عانى من الوحدة والملل.

بعد أن فقد بريق السلطة ووهج الألقاب، تغيّر نمط حياته.

وبسبب ولعه بالطعام، ازداد وزنه، فبالتالي، قلّ ظهوره.

في مرحلة لاحقة، كتب مذكراته جزئيًا، لكنه في النهاية لم يُكملها.ورغم المسافة، تابع أخبار مصر من بعيد.وكان دائمًا يتابع بشغف محاكمات رجاله،ومتسائلًا دوماً عن مصير العرش الذي تركه.

وفاته النهاية الهادئة في الغربة

في 18 مارس 1965، جلس الملك فاروق على مائدة العشاء في أحد مطاعم روما الفاخرة. كعادته، طلب وجبته المفضلة. لكن فجأة، سقط على الطاولة. في لحظات، أصيب بأزمة قلبية حادة، وراح على الفور.

 

لاحقًا،تك نقل جثمانه إلى مصر حسب وصيته. وهكذا، دُفن في مسجد الرفاعي، بجوار أجداده من أسرة محمد علي. فرجع إلى الوطن، بلا عرش، بلا تاج، ودون تصفيق.

 

رحلة لم تكتمل

غادر الملك فاروق مصر على متن المحروسة،

لكن رغم ذلك، لم يغادر الذاكرة.

ففي الحقيقة، مثّل رحيله نهاية حقبة، وفي الوقت نفسه، بداية أخرى.

لم يكن رجلًا استثنائيًا،ومع ذلك، حمل أعباء قرن بأكمله.

قد يعجبك أيضاً

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى