كتاب السهم

عمرو حلمي يكتب.. إما غزة أو النيل!

هل تُعرض على مصر صفقة مشبوهة لحل أزمة السد مقابل التنازل عن أمنها القومي؟

 

في توقيت بالغ الحساسية، تعود أزمة سد النهضة إلى الواجهة من جديد، ليس من بوابة أديس أبابا أو الاتحاد الإفريقي، بل من قلب المشهد الأمريكي، وتحديدًا من الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب، الذي صرّح مؤخرًا:

 

> “سد النهضة تم بناؤه بغباء… وسنقوم بحل هذا الموضوع قريباً”

تصريح صادم في مضمونه وتوقيته، خصوصًا إذا قُرئ في ضوء الدور الأمريكي والإسرائيلي المعروف في دعم المشروع الإثيوبي منذ بدايته، سواء سياسيًا أو تقنيًا.

وبالتوازي، نشرت وزارة الدفاع المصرية مؤخرًا فيديو رسميًا يُظهر مشاهد لتزويد طائرات “ميج-29” بالوقود في الجو، في مشهد نادر يحمل رسائل واضحة عن الجاهزية العسكرية والردع الاستراتيجي.

كل هذا يجري في ظل تصعيد إسرائيلي غير مسبوق، تمثل في تصريحات من مسؤولين كبار قالوا فيها إن:

> “السلام مع مصر قد انتهى”

فهل نحن أمام مشهد إقليمي يعاد تشكيله؟

وهل يُرسم من جديد على طاولة صفقة خفية عنوانها: إما غزة.. أو النيل؟

 

سيناريو الصفقة: هل يُعرض على مصر “الحل” مقابل التنازل؟

في كواليس السياسة الإقليمية، تكثر التسريبات حول محاولة تمرير صفقة سرية، تتضمن:

 

حلًا سريعًا لأزمة سد النهضة،

مقابل قبول مصري غير معلن بمخطط تهجير أهالي غزة إلى سيناء.

هذا السيناريو – إن صح – لا يمثل فقط كارثة إنسانية للفلسطينيين، بل يعد تهديدًا وجوديًا للأمن القومي المصري.

مصر قالت كلمتها:

على مدار السنوات الماضية، رفضت مصر بشكل قاطع أي مقترح لتوطين الفلسطينيين في سيناء.

بل واعتبرت مجرد طرح الفكرة خطًا أحمر، لا يُقبل نقاشه.

إلا أن بعض القوى الكبرى قد لا تتورع عن استخدام أدوات ضغط قاسية، تتراوح بين الملفات الاقتصادية، والمياه، وحتى شرعية أنظمة الحكم.

ترامب يعِد بحل… فهل الثمن في سيناء

تصريحات ترامب بشأن سد النهضة جاءت مفاجئة، خصوصًا مع فشل الإدارات الأمريكية السابقة في الضغط على إثيوبيا.

لكن طرحه لـ”الحل القريب” يطرح سؤالًا كبيرًا:

> هل ما يعرض الآن على مصر هو مقايضة صريحة: مياه مقابل أرض؟

هل يحاول ترامب أن يعيد ترتيب المنطقة عبر تسوية تاريخية، يكون فيها تهجير غزة إلى سيناء هو مفتاح الحل؟

سيناريو كارثي:

المعادلة الجديدة التي تُطرح سرًا أو علنًا تحمل عنوانًا خادعًا:

“إنهاء أزمة المياه مقابل التنازل عن سيناء”

لكن الواقع يقول:

لا يمكن فصل الحق الفلسطيني في أرضه عن الحق المصري في أمنه.

سيناء ليست ساحة لتصفية القضية الفلسطينية، كما أن مياه النيل ليست ورقة تفاوض سياسي.

بين الجفاف والتوطين… ضغوط تُمارس على مصر

من الواضح أن هناك أطرافًا دولية تحاول دفع مصر نحو قبول حلول مجتزأة وخطيرة، تتجاهل الثوابت الوطنية والقومية، عبر التلويح بورقة العطش وورقة التسوية.

لكن، هل ستقبل مصر بثمن كهذا؟

هل يمكن لمصر أن تُجبر على مقايضة مياهها بـ”صفقة” توطين تُفجّر سيناء من الداخل؟

الوعي الشعبي هو خط الدفاع الأول

في هذه اللحظة التاريخية، المطلوب ليس فقط موقفًا رسميًا واضحًا (وقد كان موجودًا دومًا)، بل وعي شعبي لا يسمح بتمرير أي صفقة تمسّ الأرض أو المياه.

القضية الفلسطينية قضية كرامة عربية… وسد النهضة قضية حياة مصرية. ولا أحد يملك المساومة على أي منهما.

الختام: لا غزة خارج فلسطين… ولا نيل خارج مصر

إن أي محاولة لعقد صفقة من هذا النوع لن تكون “حلًا”، بل تفجيرًا شاملًا للأمن الإقليمي، وسابقة في العبث بالثوابت.

مصر تعرف تمامًا ما يعنيه الأمن القومي، وتدرك أن كل ما هو أقل من السيادة… هو خيانة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى