آخر الأخبارزى اليوم دهعاجل

زي اليوم ده..وفاة مصطفى كامل صوت المقاومة ضد الاستعمار

بوابة السهم الإخبارية – وُلد مصطفى كامل في 14 أغسطس 1874 في قرية كتامة الغابة بمحافظة الغربية

. نشأ في أسرة تهتم بالعلم والثقافة، فترعرع في بيئة تحفزه على المعرفة والاطلاع. ومنذ طفولته أحب القراءة وحرص على فهم الأحداث من حوله.

والتحق بالمدرسة الخديوية الثانوية، ثم بكلية الحقوق في القاهرة، حيث أظهر تفوقًا ملحوظًا. بعد ذلك، ثم سافر إلى فرنسا لاستكمال دراسته. وهناك تأثر بالحركات الوطنية الأوروبية، وزاد عزيمته على مقاومة الاحتلال البريطاني لمصر.

 

العلاقة بالخديوي عباس حلمي الثاني

 

تعاون مصطفى كامل مع الخديوي عباس حلمي الثاني بروح وطنية مشتركة. في عام 1895، أرسله الخديوي إلى فرنسا لعرض القضية المصرية أمام الرأي العام الأوروبي. التقى هناك بالشخصيات السياسية والثقافية، وشرح لهم معاناة الشعب المصري تحت الاحتلال. كتب مقالات في الصحف الفرنسية تنتقد الاحتلال وتدعو لدعم استقلال مصر. نجح مصطفى كامل بهذه الجهود في لفت أنظار الأوروبيين إلى القضية الوطنية المصرية.

 

مواجهته لللورد كرومر

 

ركز مصطفى كامل نشاطه على مواجهة اللورد كرومر، المندوب السامي البريطاني في مصر، الذي كان يمثل رمز الظلم والقمع. كتب مصطفى كامل في جريدة “اللواء” مقالات حادة تنتقد سياسات كرومر. طالب المصريين بالمطالبة بحقوقهم والاستقلال الوطني. نشر مقالات مثل “صواعق الاحتلال” و**”اتفاقية السودان”**، وفضح فيها الممارسات القمعية البريطانية. بهذه الطريقة، رفع وعي الشعب بقضيته الوطنية.

 

حادثة دنشواي

 

في 13 يونيو 1906، وقعت حادثة دنشواي في المنوفية. اندلعت النيران في جرن تبن أثناء صيد ضباط بريطانيين، ما أدى إلى مقتل امرأة وإصابة آخرين. رد الفلاحون على الاعتداء، فقتل الجنود شيخ الخفر واعتقلوا آخرون. غضب مصطفى كامل وقرر مواجهة الأمر مباشرة. سافر إلى لندن، والتقى المسؤولين البريطانيين، وكتب مقالات تحذر العالم من ظلم الاحتلال. أصبحت دنشواي رمزًا للظلم البريطاني، وزادت من نشاطه الوطني وشجاعته.

 

تأسيس الحزب الوطني وجريدة “اللواء”

 

أسس مصطفى كامل في عام 1900 الحزب الوطني لتوحيد صفوف المصريين ضد الاحتلال. أصدر جريدة “اللواء” لتصبح منصة قوية للتعبير عن مطالب الشعب. كتب مقالات قصيرة وواضحة، حث فيها المصريين على النضال والمطالبة بالحرية. جذب كتابه وأفكاره كثيرًا من أبناء الوطن، فزاد تأثير الحزب الوطني على الساحة السياسية.

 

دعوته إلى الجامعة المصرية

 

دعا مصطفى كامل إلى إنشاء الجامعة المصرية لتعليم مستقل ووطني. أطلق حملة لجمع التبرعات، وقدم تبرعًا شخصيًا كبيرًا. وأسهمت جهوده في تأسيس الجامعة التي أصبحت فيما بعد جامعة القاهرة. و وضع الأساس للتعليم الوطني المستقل، وحقق حلمه في بناء مؤسسة تعليمية قوية للشباب المصري.

 

دوره في اتفاقية الحكم الثنائي للسودان

 

عارض مصطفى كامل اتفاقية الحكم الثنائي للسودان. كتب مقالات توضح خطر السيطرة البريطانية على السودان. حث الحكومة والشعب على رفض الاتفاقية. شدد على حماية وحدة مصر وسلامة أراضيها. بهذه المواقف، أكد دوره الوطني الكبير في الدفاع عن مصالح مصر العليا.

 

مقالاته المأثورة

 

سطر مصطفى كامل تاريخًا من المقالات القوية. كتب “صواعق الاحتلال”، و**”اتفاقية السودان”، و”اللواء”**، وجميعها حملت صرخة الحرية الوطنية. تناولت مقالاته الظلم البريطاني، وفضحت سياسات الاحتلال، وحفزت المصريين على الوحدة والنضال. كان يكتب بأسلوب مباشر، بسيط، مؤثر، يعكس حماسه الوطني ووعيه العميق.

 

وفاته بالتفاصيل الدقيقة

 

عانى مصطفى كامل من أمراض الأمعاء والكلى. في يناير 1908، شعر بتدهور صحته بشكل كبير، ورغم جهود الأطباء، لم تتحسن حالته.

وقبل وفاته بأيام، جلس مع والدته يحدثها عن أحلامه وأمانيه لمصر. دمعت عيناه وهو يتحدث عن مستقبل وطنه، وأكد ثقته بأن مصر ستصبح مستقلة وسيدة على أرضها يومًا ما. في يوم 8 فبراير زاره الخديوي عباس حلمي الثاني، وفي اليوم التالي، زاره بعض أصدقائه ومن بينهم أمير الشعراء أحمد شوقي. جلس معهم يحادثهم، وشعر بآلام شديدة، فأسرع الأطباء إلى إسعافه.

فقال لهم مبتسمًا: «سوف ترثني يا شوقي، أليس كذلك؟» وغلب الصمت الحزن على اللقاء

في 10 فبراير 1908، توفي مصطفى كامل عن عمر يناهز 34 عامًا. حزن الشعب المصري عليه بشدة، وحضر جنازته حشد كبير من المواطنين. اعتبر الجميع مصطفى كامل رمزًا للنضال الوطني وصوتًا لمقاومة الاستعمار.

قد يعجبك أيضاً

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى