زي اليوم ده …نهاية الحرب العالمية الثانية

بوابة السهم الإخبارية – في بداية عام 1945 دخل الجيش السوفيتي برلين من الشرق. وفي نفس الوقت تقدمت قوات الحلفاء من الغرب. الشوارع تحولت إلى ساحات قتال. في أبريل انتحر هتلر داخل ملجأه. بعد أيام أعلن القادة الألمان الاستسلام. وفي 8 مايو 1945 وقّعوا وثيقة الاستسلام غير المشروط. وهكذا انتهت الحرب في أوروبا.
استمرار الحرب في آسيا
رغم سقوط ألمانيا، بقيت اليابان تقاتل. معركة أوكيناوا في يونيو أظهرت شراسة المقاومة. مئات الآلاف سقطوا بين قتيل وجريح. ومع ذلك، القادة اليابانيون قرروا الاستمرار.
هيروشيما: البداية النووية
في 6 أغسطس 1945 أقلعت قاذفة أمريكية من طراز B-29. الطائرة أسقطت قنبلة “ليتل بوي” على هيروشيما. قوة الانفجار وصلت إلى 15 ألف طن من مادة TNT. أكثر من 70 ألف شخص ماتوا فورًا. المدينة دُمّرت بنسبة 70%. وخلال أشهر ارتفع عدد القتلى إلى 140 ألفًا بسبب الإشعاع.
ناجازاكي: الضربة الثانية
بعد ثلاثة أيام، في 9 أغسطس، أسقطت الولايات المتحدة القنبلة الثانية “فات مان” على ناجازاكي. قوتها بلغت 21 ألف طن من TNT. أكثر من 40 ألف شخص ماتوا فورًا. وفي نهاية 1945 وصل العدد إلى 74 ألفًا. الطرق والمصانع تحولت إلى أنقاض. اليابان فقدت قدرتها على المقاومة.
استسلام اليابان
بعد هذه الكارثة تدخل الاتحاد السوفيتي وهاجم منشوريا. اليابان وجدت نفسها أمام ضغط مزدوج. الإمبراطور هيروهيتو أعلن الاستسلام في 15 أغسطس. وفي 2 سبتمبر وقّع ممثلو اليابان الوثيقة الرسمية على متن السفينة الأمريكية “ميسوري” بخليج طوكيو. الحرب انتهت رسميًا بعد ست سنوات دامية.
خسائر الحلفاء
الاتحاد السوفيتي فقد 27 مليون شخص. الصين خسرت 15 مليونًا. الولايات المتحدة فقدت أكثر من 400 ألف جندي. بريطانيا خسرت 450 ألفًا. فرنسا فقدت 600 ألفًا. الأرقام عكست حجم المأساة.
خسائر المحور
ألمانيا فقدت أكثر من 7 ملايين شخص. اليابان خسرت 3 ملايين. إيطاليا فقدت حوالي 450 ألفًا. المدن تحولت إلى ركام. الاقتصاد انهار. الإنتاج توقف. ملايين الناس فقدوا المأوى والعمل.
الكلفة الاقتصادية
الحرب كلفت العالم أكثر من تريليون دولار بأسعار الأربعينيات. هذا الرقم يعادل أكثر من 15 تريليون دولار حاليًا. الاتحاد السوفيتي خسر 30% من إنتاجه الصناعي والزراعي. ألمانيا خسرت بنيتها التحتية بالكامل تقريبًا. اليابان فقدت 40% من مصانعها. أوروبا الغربية غرقت في الديون.
صعود الولايات المتحدة
رغم الخسائر المادية، خرجت الولايات المتحدة أقوى من الجميع. الناتج المحلي ارتفع من 200 مليار دولار في 1940 إلى 350 مليارًا في 1945. المصانع العسكرية تحولت إلى مصانع مدنية. الاقتصاد الأمريكي تضاعف. الذهب تدفق إلى واشنطن. الدولار اكتسب ثقة غير مسبوقة.
أثر الحرب على العملات
قبل الحرب قاد الجنيه الإسترليني التجارة العالمية. بريطانيا خرجت مثقلة بالديون. الولايات المتحدة سيطرت على الاحتياطي الذهبي. في 1944 اجتمع الحلفاء في مؤتمر بريتون وودز. القادة ربطوا عملاتهم بالدولار. الدولار أصبح العمود الفقري للنظام المالي العالمي.
إعادة الإعمار
الولايات المتحدة أطلقت خطة مارشال في 1947. واشنطن ضخت 12 مليار دولار في أوروبا الغربية. الأموال ساعدت على إعادة بناء المصانع والطرق. اليابان حصلت على 2 مليار دولار كمساعدات مباشرة. المدن اليابانية عادت للحياة. الإنتاج الصناعي ارتفع من جديد. في أقل من عشر سنوات تعافت أوروبا. وفي عشرين سنة أصبحت اليابان قوة اقتصادية كبرى.
التجارة العالمية وأسواق المال بعد الحرب
بعد 1945 تغيرت حركة التجارة بالكامل. الولايات المتحدة سيطرت على أكثر من نصف الإنتاج الصناعي العالمي. السفن الأمريكية حملت الغذاء والمواد الخام إلى أوروبا وآسيا. الصادرات الأمريكية ارتفعت بسرعة. الدولار انتشر في البنوك العالمية. بورصة نيويورك أصبحت المركز الأساسي لأسواق المال. في المقابل تراجع دور لندن وباريس. العالم بدأ يدخل مرحلة جديدة قادها الاقتصاد الأمريكي.
المؤسسات الدولية الجديدة
في نفس الفترة ظهرت مؤسسات دولية جديدة. صندوق النقد الدولي تأسس عام 1944. البنك الدولي تأسس في العام نفسه. الدول استخدمت هذه المؤسسات لتمويل إعادة الإعمار. الأموال تدفقت من واشنطن إلى أوروبا وآسيا. النظام المالي العالمي اكتسب استقرارًا جديدًا. بعد سنوات قليلة بدأت منظمة الجات، ثم تحولت لاحقًا إلى منظمة التجارة العالمية. هذه المؤسسات رسخت دور الدولار وقادت مرحلة العولمة الاقتصادية المبكرة.